كثيرون بين العرب .مشيا قليلا فوجدا راعيا يقود قطيعا من الإبل فاشتريا منه جملين ومضيا في الصحراء بعد يومين هبت عاصفة شديدة ولما إنتهت اكتشفا أنهما ابتعدا عن الطريق ولم يعد معهما ما يكفي من الماء .
قال مالك لا أعرف كم من الوقت سنتحمل دون ماء إذا لم يمر بنا أحد ويساعدنا فذلك يعني نهاية الرحلة . سنستريح الآن ونواصل طريقنا في الليل إني أرى من بعيد تلة صخرية تعالي ننصب خيمتنا تحتها !!!عندما إقتربا وجدا شيخا ملقى على الأرض أخرجت قطرة الندى قربتها وأرادت أن تسقيه لكن مالك قال لها إحتفظي بنصيبك من الماء !!! سأعطيه مائي والله سيرحمنا . شرب الشيخ وفتح عينيه وقال له لأنك أردت أن تضحي بنفسك من أجل تلك المرأة فسيكتب لكما عمر جديد !!!
ڼصب مالك الخيمة وعندما عاد ليحمل الشيخ لم يجد له أي أثر فتعجب من أمره وقال لا أفهم كيف وصل إلى هنا دون جمل ثم ماذا يعني كلامه جلس الرجل مع قطرة الندى وأخذت البنت الجراب الذي أعطته لها لها ملكة الجان فوجدت فيه دقيقا وسمنا وتمرا قالت الجارية علينا أن نكتفي بالتمر ولو كان معنا قدر لصنعت ثريدا !!! كان مالك ينظر في هذه اللحظة إلى التلة وقال لها أنظري ورائك هناك قدر وحطب وحجر صوان . ابتسمت قطرة الندى وقالت وأنا عندي خروف وسنشويه على حطبك !!! رد مالك لا أمزح ما أراه ليس سرابا إلتفتت الجارية ورائها وشهقت ثم قالت لا يمكنني تفسير ذلك لكن المهم أننا سنأكل شيئا ساخنا ونتدفأ في الليل من برد الصحراء .
حضر الثريد فأكلاه مع التمر وبان عليهم الشبع قالت قطرة الندى لم يعد لنا ماء فماذا سنفعل أشار مالك إلى السماء فلقد إرتفع بخار القدر وبدأ يكون غيمة وبعد قليل بدأت تمطر بغزارة وإمتلئت الحفر في التلة بالماء الصافي فشربا وملئا القربتين سألت الجارية كيف يمكن أن يحصل ذلك في هذه الصحراء القاحلة
مضيا في طريقهما ولم يكاد يبتعدان حتى وجدا قافلة متجهة إلى الشام وغطت قطرة الندى وجهها ورجليها ولم يكن يبدو منها إلا عينيها وكان المسافرون كلما نظروا إليها يتعجبون من جمال عينيها ويقولون لها إنهما يشبهان عيون الظباء ولم يكونوا يعلمون أنها نصف إنسان ونصف ظبية ...
...
بعد أيام وصل مالك وقطرة الندى إلى الشام وسألا عن الشيخ سعيد فقيل لهما إنه ينزل في خان التجار وعليك بالإسراع إذا كنت تريد رؤيته فهو على وشك الرحيل ومن بعيد شاهد قافلة قومه تنوء بما تحمله من بضائع وسلاح لقد كان الشيخ يتوقع قيام الحړب مع السلطان لذلك إشترى كل ما يحتاج إليه من أسواق دمشقومن حسن حظه أن الماشية إرتفع ثمنها عند مجيئه فكان ربحه هذه المرة جيدا .
لما سمع الشيخ سعيد إبنه يناديه تعجب وقال له ما الذي أتى بك إلى هنا عسى أن يكون الأمر خيراأجاب مالك لقد إستغل الأعراب غيابك وهاجمونا وأخذوا ما عندنا من أموال وهم الآن يسومون قومنا العڈاب وليس مستبعدا أن ذلك الوزير اللعېن هو من دبر تلك المکيدة ليتفرق شمل القبائل ويضعف شأن قطرة الندى. نظر الشيخ إلى الفتاة وسألها لماذا تخفين نفسك تحت هذه العباءة فأنا في مقام والدك وأنت إبنتي !!! لم تجب وأجهشت بالبكاء قال مالك لقد ضحت بجمالها من أجلي وأصبحت الآن تشبه الظباء التي في الغابة أجاب الشيخ