عهود الحب و الورد
أمان يزداد كلما أكثرت من الحديث وتسائل بداخله أنها هي نفسها من أبعدها عن هذا المجال بسبب ظلمه وإفتراءه.
قال وهو يسحب أعينه بعيدا عنها بالكاد
حقيقي فكرة ممتازة يا آنسة عهود وهنبدأ إن شاء الله نشتغل عليه وندرس الموضوع كويس.
بحيك وحقيقي شكرا جدا لحضرتك.
شعرت بالخجل لإطرائه ورددت بصوت خفيض
العفو يا باشمهندس.
انصرف الجميع وخرجت عهود وقت الإستراحة وجلست على أحد المقاعد التي بين الورود وأخرجت من حقيبتها كوبها المعدني ذا اللون الأبيض والمنثور عليه ورود باللون الوردي.
اعقلي يا عهود إنت هتخيبي ولا أيه .. ليه دايما بيداهم تفكيري بالطريقة دي ليه حاسه الإحساس ده وهو موجود في المكان وكأني كنت في سباق لأميال بعيده.
حتى زمان عمري ما جربت الشعور ده أيوا كنت طايشة ومعرفش حاجة عن ديني ألا كلمة مسلمة إللي في البطاقة بس وكنت متحررة بس عمر ما كان ليا علاقة حب ولا في حياتي جربته وأخدت عهد على نفسي إن أعيش كل تجارب الحب مع حلالي وبس وإن محدش يستحقها ألا هو.
قطع محادثتها مع نفسها مجيء رغدة ودينا واللتان جلستا بجانبها لتلكزها دينا وتقول
عاش من شافك يا عهود أيه يا بنتي معتزلنا ليه كدا.
مفيش والله يا دينا بس إنت عارفة بقى الفترة دي علشان تدريب ويدوب بخلص الشغل وأروح عالطول.
تحدثت رغدة قائلة فجأة
تعرفي يا عهود أنا بدأت اقتنع إن إللي إنت بتعمليه هو الصح إنك قافلة على نفسك ومش بتسمحي لحد يخترق محيطك .. حقيقي شيء مريح نفسي أجربه.
مالك يا رغدة شكلك زعلان وأيه سبب الكلام إللي بتقوليه.
بصراحة مليت من حياتي ومن إللي فيها يا عهود حساها حياة بتسبب ليا المتاعب والأوجاع.
نظرت لعهود وأكملت
كنت مفكرة إن مش ناقصني حاجة وإن أنا كدا فلة .. أصحاب وشلة وكمان مرتبطة..
تعرفي إن نهى صاحبتنا إدمرت وانسحبت من التدريب من حقك متعرفيش ما إنت حقيقي يا بختك في عالمك الخاص..
إزاي واحدة بالمواصفات دي كلها تتخان أصلا وبعدين علي كان غارق في حب نهى دا كان واضح إنه بيعشق التراب إللي بتمشي عليه .. يعني لو كان حد قالي مكونتش صدقت..
شهقت دينا ونظرت لها بعدم تصديق متسائلة
إنت بتتكلمي بجد .. فادي بيخونك.
ابتسمت رغدة بلامبالاة وأجابت
إحنا كنا مجرد تسالي لهم مش أكتر يا دينا إحنا طلعنا ساذجين ومساكين أوي يا دينا وعلشان أريحك وكفاية كدا محمود كمان زيهم .. لازم نفوق شوية أنا مش قادرة أوصفلك الإحساس إللي حساه يا عهود..
أنا حسيت بقلة القيمة والشخصية والكرامة حقيقي حسيت بالضعف أوي ... وقفت مع نفسي واقفة علشان أمحي إللي فات ونفسي أبدأ صفحة جديدة..
بس حقيقي الحمد لله إن مكونتش معمية وموقفتش حياتي على شخص رخيص وډمرت الفرصة دي وضيعت كل حاجة..
صمتت دينا وهي تشعر وكأنها تنغمس ببحر سحيق لكن عهود ابتسمت وأمسكت يديهما وقالت
إنتوا الاتنين وكمان نهى ربنا بيحبكم أووي لأن الحمد لله إن ربنا بين لكم الحقيقية وكشف الشخصيات دي قبل فوات الأوان هما أبدا مش يستاهلوا قلبكم لأنكم غالين أووي وقلبكم غالي مش يستحقوا ألا غالي يا بنات...
في داهية وربنا أنقذكم منهم احمدوا ربنا وابدأوا صفحة جديدة في حياتكم إنتوا الأول فيها وماتستولوش أي حد على نفسكم ولا تيجوا عليها علشان خاطر حد..
طوري من نفسك وحبيها وعيشي حياتك بما يرضي الله.
عهود!! إنت أيه جابك هنا.
ركضت نحوها بلهفة وقد انفرطت دمعها