السبت 28 ديسمبر 2024

مال البخيل يأكله المرتاح

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ما يجهله منصور أن خديجة تزوجت صغيرة ولم تعرف ما هو الحب حتى رأت عبد الله وفي البداية لم تكن تعرفه وظنت أنه كغيره من فقراء العمال الذي يعيش ليأكل وينام لكن رأت بين أمتعته كتبا يقرأ فيها كل يوم ولما فتحتها تعجبت فلقد كانت في الكيمياء و رفض أن يجيبها لماذا يحتفظ بتلك الكتب !!! ولما يجلس معها ويتحدثان كان يدهشها بعلمهوعرفت أن وراءه سرا يخفيه عنها .وكانت تلك المرأة حاذقة كلما يأتيها زوجها بشيئ كانت تأخذ حاجتها وتدس الباقي لوقت الشدة أو مجيئ ضيف على غفلة ومع الوقت صارت لها عولة مثل بقية النساء سميد وتمر وجرة من الزيت وأخرى من القديد .أحد الأيام كان الفتى ينقل كيسا ثقيلا من الحجارة فسقط أحدها على ساقه وأصابها بچرح كبير فبقي في الدار لا يستطيع الحراك وبعد وقت قصير نفذ ما لديه من مال فبكى وقال لخديجة ستجوعين الآن وأنا مريض لكن المرأة الحاذقة أجابته لا تشغل بالك فعندي في الدهليز الخير الوفير كان منصور يعلم بحال جاره ورغم ذلك لم يزره أو يساعده بشيئ كان يتمنى أن يرجع للشارع ويبتعد عنه لكن عبد الله صبر على ما حل بهوبقي يأكل أسبوعا مع إمرأته من العولة حتى كاد ينفذ كل شيئ
قالت خديجة لا تقلق يا رجل !!! سأخرج غدا وأبحث عن عمل بإمكاني غزل الصوف ورحي الشعير لنساء الزقاق ومن خلقنا لا يضيعنا . صمت عبد الله برهة وقال لها حياتي دائما صعبة كان أبي يبيع الأعشاب والعقاقير ولما كبرت قليلا أرسلني لتعلم صنعة الكيمياء لكنه مرض وما لبث أن ماټ بعد أيامولحقت به أمي كمدا فباع إخوتي الدار ولم يعطوني شيئا وبقيت أعواما عند عمي وذات يوم مد لي صرة دراهم وطلب مني أن أبحث عن عيشي فبناته كبرن ولم يعد قادرا عن إيوائي في داره. فخرجت هائما على وجهي وعرفت البرد والجوع حتى قادتني قدماي إلى هنا وصرت أشتغل مرة في السوق ومرة في البناء وأخرى عند الخباز. ولم يبخل علي أهل الزقاق بالطعام أو المأوى ورغم كل تلك الظروف كنت أفتح كتبي وأقرأ حتى فهمت ما جاء فيها ولو رزقني الله لفتحت دكانا وأتيت بما حفظه عمي في القبو من آلات الكيمياء .لقد أجبتك الآن على سؤالك فقالت من يدري ما تكتبه لنا الأقدار 
كان عبد الله مستلقيا على فراشه وفجأة رأى فأرا صغيرا يدخل وسط شق في الحائط وجاءت خديجة تجري وفي يدها مكنسة وصاحت كالعادة يأتي ذلك الفأر اللعېن ليسرق ثم يختفي لا بد من إصلاح الحائط !!! فقال لها سأتولى ذلك الآن ولا تشغلي بالك . ثم انحنى لأسفل فرأى أن أحد قطع الطوب ليس ملتصقة مع غيرها فأزاحها لېقتل الفأر لكن ظهرت ورائها حفرة فيها صندوق من الخشب فأخرجه وما كاد ينظر فيه حتى شهق من الدهشة فلقد كان مليئا بالليرات الذهبية ثم ملأ جيبه بالذهب وأرجع الصندوق ورد عليه قطعة الطوب دون أن يخبر خديجة بشيء .وفي الصباح لبس ثيابه وقال لها سأخرج لشراء بعض الأعشاب لأضعها على ساقي !!! سألته ومن أين المال فإنها غالية الثمن أجابها سأتدبر أمري .نزل الرجل إلى السوق واشترى مرهما دهن به ساقه ثم ووضع عليها ضمادة وارتاح في مقهى ولم ينس أن يطلب نارجيلة دخنها متعة وبعد ساعة بدأت الأوجاع تخف فقد طهرت الأعشاب الچرح

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات