المملكة لللين إذا لم تنفع القوة ثم إني أعلم أن مولاي يحب جاريته ولا يرضى أن يصيبها سوء. قال السلطان وقد تغيرت أحواله ليس هذا وقت اللوم يا رجل !!! لقد أفرطت البارحة في الشراب و لم أفكر إلا في نفسي ومعك حق فالآن أفتقد قطرة الندى و كل ما أرى الورود التي زرعتها في الحديقة والنقوش و الرسوم التي قامت بها في بهو القصر أتذكرها لدرجة أني أتفادى المرور به لكي لا أتألم من غيابها .
إسمع يا وزيري !! أريدك أن تدبر إرجاعها للقصر وتخمد التمرد في البادية قبل أن تنتشر إلى المدن وإن نجحت سأعطيك بستان االيمامة بما فيه من عبيد وأنعام .رد الوزير زاد الله في فضل مولاي يمكننا القضاء عل التمرد لكن من الصعب أن تغير شعورالجارية من ناحيتك فهي تعلم أنك وراء ما حل بها من مصائب و لا شك أنها تفكر الآن في الإنتقام منك بعد ما إجتمعت حولها القبائل .
قال السلطان أمامنا الوقت لنفكر في استرضاءها لما تأتي إلى القصر لكن قل لي كيف تنوي إرجاع القبائل إلى الطاعة إنهم لذوي قوة وبأس في الحروب. رد الوزير مولاي هؤلاء البدو يكرهونا منذ زمن طويل وأنت لم تحاول كسب ودهم عندما أصابهم القحط وجائوا يستعطفوننا قال السلطان لقد كنت أستخف بهم والآن ظهر لي خطئي أعترف أني أسئت التدبير أجاب الوزير لم يفت الوقت لجعل سيوفهم تحت إمرتنا سنفرق أولا كلمتهم ونجعلهم يتقاتلون فيما بينهم و سنختار الأقوى ونمده بالسلاح والمال فيصبح صديقنا وسيد البادية لن تحتاج لإرسال جندي واحد من رجالك تكفي بعض صناديق المال لجعل كل قبائل البادية من عبيدك !!!
ضحك السلطان وقال يا لك من داهية من علمك هذا المكر قال الوزير الفقر يعلم الدهاء لقد ماټ أبواي لأنهما لم يجدا ثمن الدواء وعشت في الشارع مع إخوتي .وفي أحد الأيام قبض علينا النخاسون وباعونا في أسواق الرقيق في المدينة واشتراني أبوك وعلمني وتقلدت كل المناصب وها أنا الآن وزيرك يا مولاي .
في الغد جاء أحد التجار إلى بني وهب وهم أحد قبائل البادية وطلب رؤية سيدهم ثم رحل وترك له جملا محملا بالهدايا فأخذ منها حاجته و فرق الباقي على أشراف قومه .ثم قصد التاجر مضارب بني سعد وفعل مع سيدهم نفس الشيئ .ثم قفل راجعا إلى القصر .لقيه الوزير وسأله هل أتممت المهمة يا يعقوب أجاب يعقوب نعم يا سيدي لقد كان ما تعرفه عن سادة هاتين القبيلتين صحيحا وهما من أكثر أهل البادية طمعا ويبيعون إخوتهم من أجل الدرهم و الدينار .
قال الوزير لقد أخبرتنا عيوننا أن الأمير مالك سيحاول جمع كلمة القبائل حول قطرة الندى لكن سيرفض بنو سعد وبنو وهب الانضمام إليه وستغضب قبيلة سليم منهم . وهنا يأتي دورك. مهمتك أن تستدرج أولئك الطماعين خارج الخيام وترميهما بسهمين من أسهم سليموتقتلهما فيتنادى أهلهما للثأر وتسوء العلاقة بين القوم ويقتتلون ونتفرج نحن حتى ينهكون بعضهم .ثم نتدخل ونقبض على قطرة الندى ونحملها إلى السلطان سأله الوزير هل فهمت كل شيئ أجاب الرجل اليهودي لا تقلق لقد دبرت كل شيئ وبعد أيام سيقع الشړ بين الأعراب ولن يسمع بهم أحد بعد الآن ...
في الصباح ذهب يعقوب إلى مضارب بني وهب وأرسل عبدا إلى سيدهم وقال له إن مولاي التاجر اليهودي له جواري جميلات تعال واختر واحدة تليق