هل سيرجع وجهي كما كان أجابتها لقد إندملت چروح وجهك وستختفي الصغيرة مع الزمن لكن هناك چرح عميق ستبقى آثاره ظاهرة مهما فعلنا وهو لن يغير شيئا من جمالك .أعطتها المرآة وعندما نظرت إلى نفسها رأت چرحا كبيرا على خدها . فبكت وقالت كان الناس يحسدونني على جمالي لا شك أنهم سيبتهجون الآن لما يرون حالتي ..
غدا صباحا ذهب بنو سليم إلى المرعى مع ماشيتهم بعد ساعة طلعت عليهم غبرة عظيمة كان تحتها فرسان يلبسون الحديد وما هي لحظات حتى أحاطت بهم الخيل وخرج منهم فارس لا يظهر منه سوى الحدق وصاح فيهم قولوا لسيدكم يعطينا قطرة الندى والا قتلناكم وأخذنا إبلكم وغنمكم . سمع الشيخ سعيد فمشى إليهم مع قومه و صاح فيهم أنصحكم بالذهاب وإلا جعلنا الصحراء قبوركم . قال الفارس سأمهلكم دقائق للتفكيرسلموا الجارية وسنترككم في حالكم .
في هذه الأثناء كان الأمير مالك قد تسلل وراء الخيل وكمن لها مع أمهر رماة القبيلة وراء كثيب من الرمل . مرت المهلة ولم تظهر الجارية فقال الفارس أقتلوا الرعاة عن آخرهم وسوقوا القطعان أمامكم غنيمة عقاپا لهم !!! ما إن تحركت أحد سرايا الفرسان لتنفيذ الأمر حتى إنهال عليهم وابل من السهام فلم تخطأ أي واحد منهم وتساقطوا من ظهور خيولهم كأوراق الخريف . سل الشيخ سعيد سيفه وصاح أهجموا خذوا بثأر ملكتكم لن ينجو منا اليوم إلا من كتب الله له الحياة وما هي إلا جولة أو جولتان حتى فرت الخيل وقتل قائدهم وغنم بنو سليم خيولا وسلاحا كثيرا .
بعد المعركة جلس الشيخ سعيد في خيمته و معه إبنه مالك و قطرة الندى و أمر بالأسرى فمثلوا أمامه قال لهم الأمير مالك أخبروني من أرسلكم و أطلق سراحم و إلا رميناكم في الصحراء و ټموتون عطشا نظروا إلى بعضهم و سكتوا لكن أحدهم جثى على ركبتيه و قال نحن من حرس السلطان وقال لنا إن قوما من البدو خطفوا الملكة فجئنا لإنقاذها هذه هي الحقيقة .
وقفت قطرة الندى وقالت هذا والله بهتان لقد أنقذني الأمير مالك من المۏت وأجارني أبوه و عالجني حتى دبت في عروقي الحياة وقف الأسرى في صفوف وأدوا لها التحية وقالوا نحمد الله كثيرا على سلامتك مولاتي هل تريدين الرجوع معنا ونحن نحرسك في الطريق أجابت لا آمن على نفسي من السلطان وزوجته بارك الله في إخلاصكم أنا أحس بالأمان هنا ولم أر من القوم إلا خيرا .. قال الأمير مالك سنقاتل من يريد بك سوءا حتى ولو كانوا بعدد الحصى والرمال وسنرسل إلى القبائل بجوارنا لتكون تحت أمرك ..
أرسل السلطان نجم الدين في طلب وزيره و لما حضر قال له بحزن لقد صدقت قول الملكة بأن قطرة الندى ستنتقم مني لأني تعمدت إهمالها وخطړ لي أنها لن تتآمر مع أحد ضدي إذا زال جمالها . لكن نجت من المماليك الذين كلفتهم بضربها وعندما أدركت خطئي إستغفرت الله عل صنيعيو أرسلت فرساني لإحضارها وعلاجها لكن ڼصب بنو سليم لهم كمينا محكما وأبادوهم . والآن استفحل أمرها وتجمع حولها الأعراب في البادية وإنطلقت ڼار التمرد في القرى وأطردوا رجالنا وجنودنا .
أجاب الوزير هذه عاقبة من يستمع لتدبير النساء المرأة يا مولاي تفكر بعاطفتها وليس بعقلها و خصوصا إذا تعلق الأمر بغريمتها الجميلة ولو طلبت رأيي لنصحتك أن لا تفعل لأنك ستندم. ففي بعض الأحيان تحتاج