ولد التاجر الذي باع أباه
.فرد بل تليق بإبنتك ولقد جئت لخطبتها لولدي محمود !!! تفرس الشيخ في وجهه وقال له لا أذكر أننا تقابلنا من قبل فهل لك أن تخبرني عن نسبك أجاب التاجر أنا بهاء الدين بن عمر من أعيان تونس فقطب عبد الرحمان جبينه لما عرف أنهم من الأغراب ولام نفسه على إدخالهم لداره لكنه تمالك نفسه فقد كانا عالمين بالأعراف والتقاليد لدرجة أنه ظنهما من أهل البلادففكر في حيلة لرفض طلب التاجر دون أن يحرجه فأنشد أبياتا من الشعر جاء فيها
إنما بالشعر والأدب
ومن ينظم الكلام
هو من الأخيار ذمة و نسب
إلتفت إليه التاجر ورد والله لقد صدقت يا رجل ثم أنشد
قصدك أهل الشرف
فاسأل عنا العجم والعرب
يعرفنا الشعر وقوافيه
وبحوره من بسيط وخبب
قال عبد الرحمان إذن تعرف الشعر أجاب التاجر نعم !!! قال له أنشدني إذا شيئا منه!!! فأنشده أشعارا لطرفة بن العبد والبحترى وأبو تمام وأعجب الرجل بأدبه وإنبسط منه ثم سأله أرى أنك تكسب جيدا فما هي حرفتك أجابه أنا تاجر ولي من الدكاكين ما هو في الزقاق الفلاني والفلانيأدرك أبو الفتاة أن ذلك الرجل أكثر منه مالا وعقارات رغم أنه غريب لم يمر على وجوده بينهم إلا بضعة سنوات واحترمه على علمهوحسن تدبيره .ثم قال له سأسألك الآن عن إبنك كيف يكسب عيشه إستغرب التاجر بهاء الدين وقال إنه ابني ووريثي. أجاب عبد الرحمان لا يكفي أن يكون ابنك فكما يقول المثل تنتهي أموال االجدين ولا تبقى إلا صنعة اليدين ألم يتعلم صنعة الحدادة مثلا أو الحياكة رد التاجر لا لم أعلمه أي صنعة لأنه وريثي بعد مماتيقال عبد الرحمان مستدركا لكنه قد لا يحسن التصرف في رزقك ويفنى ماله فأضطر أنا لرعايته هو وزوجته وأبناءه .