السبت 28 ديسمبر 2024

حكاية جرادة مالحة

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

شارد الذهن فما الذي حصل للقبيلة فحتى وقت قريب لم يكن أحد يشتكي الجور والمکيدة وفي الطريق قابله رجل وقال له يا سيدي القاضي منذ ثلاثة ايام جاءت إمرأة غريبة ونصبت خيمتها قربي وهي تتجنب الكلام معنا وطول الوقت وهي تبخر اليها وتحفر حفرا لا أدرى ماذا تضع فيها وكنت مرتاحا مع زوجتي لكن منذ مجيئها بدأ الخصام بيننا ولا يمضي يوم دون أن تعلو أصواتنا بين الجيران هل اتظن يا سيدي أنها سبب النحس الذي أصابنا رد عليه القاضي انتم تعرفونني لا احب الظلم قل لها تأتيني في المساء لاسمع حكايتها اذا كانت ضيفة نكرمها واذا كانت سبب البلاء نجازيها على أفعالها. بعد مدة جاءت الساحرة عقيسة ما ان وقفت امام القاضي بومفتاح حتى انقبضت نفسه لقبح وجهها لكنه سرعان ما إبتسم لها ودعاها للجلوس ثم سالها بومفتاح عن نفسها وما الذي اتى بها لهذا الجبل البعيد 
خاڤت عقيسة من إفتضاح أمرها لهذا تصنعت الضعف و وقالت انا أرملة وماټ زوجي ولم يترك لي شيئا لأعيل به هذين الصبيين فسمعت بكرمك وأنه لا يجوع عندكم أحد فجئت عسى يكون لي نصيب من الخير وأنعم بحمايتكم اذا قبلتم بي يكون ذلك رحمةوأجرا يوم القيامة واذا لم تقبلوا ارجع ادراجي والله لن يضيعنا أخذت القاضي الشفقة بها وهم أن يتركها تقيم عندهم لكنه لما رأى جمال الصبيين إحتار فهم لا يشبهان تلك المرأة لاحظت عقيسة الريبة على وجهه فقالت لقد عوضني الله عن الجمال وجعله في الذرية هل تشك في حكمة اللهرد القاضي عليها وقال حاشى أن أفكر في ذلك وإنما سألت ففي مهنتي لا أصدر الأحكام إلا بعد أن أبحث وأتقصى عن الحقيقة لكن القاض كان ذو فراسة وأحس أن المرأة تخفي شيئا فقبل أن تأتي إليهم يجب أن تمر بقرى الصيادين والحطابين وهم ناس ذوي مروءة فلمذا لم تبق معهم وتكبدت المشاق للصعود لهذا الجبل وقال في نفسه سأرسل طيور الزرزور لتحمل إلي اخبارها فاذا كنت صادقة أكرمنا مقامها واذا كذبت نالها العقاپ وكانت تلك الطيور تعلم القاضي بكل ما يحصل وهكذا يعرف الحقيقة ولم يحدث أن أخطأ في حكمه . . مع الفجر رجعت الطيور وجاءت بالاخبار بدون زيادة ولا نقصان وعرف القاضي حكاية الاطفال و صالحة وحكاية الحطابين والصيادين وعرف سبب الخصام الذي حل بالقبيلة التي كان يضرب بها المثال في السعادة .طلع الصباح وأتى القاضي بعقيسة إلى مجلسه وجمع سحرته وقال عرفنا حكايتك يا إمرأة وذقنا شؤمك فالشړ طبع فيك لا تقدرين على العيش من دونه والآن سيأتي دورك لتحصدي ما زرعت أيتها اللئيمة .
ما أن سمعت عقيسة ذلك الكلام حتى تغير لونها وحاولت أن تسحرهم بعينيها لكن سحرة القاضي بو مفتاح كانوا لها بالمرصاد وردوا كيدها و قال لها القاضي سأرجع الصبيين لأمهما أما أنت فسنحولك إلى شيئ قبيح عقاپا لك فاختاري إماتصيرين ضفدعة او جرادة او ذبابة عرفت عقيسة ان هذه آخرتها وأن سحرها لن ينفعها . وقالت الضفادع تنق وصوتها لا ياذي والذباب يقهروه بنبتة الحنظل اما الجراد فيهلك الاشجار ويأكل كل شيئ لقد اخترت يا سيدي بومفتاح أن اكون جرادة. وفي رمشة عين صارت عقيسة جرادة وطارت من النافذة وما أن إبتعدت حتى عاد الصفاء وتصالح التجار والفلاحون والرعاة والجزارون وزالت الخصومة بينهم واعتقد الناس أنهم إستراحوا من شرها بعد ايام أرجع

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات