الجارية قطرة الندى
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان عن صبية إسمها قطرة الندى تعيش في قرية بعيدة ورغم كونها إبنة مزارع فقير إلا أنها كانت بديعة الجمال وقد جاء كثيرون لخطبتها لكنها رفضت لأنها تحلم بالثراء وتريد تعويض أهلها عن الحرمان الذي عاشوه . ورغم أن قريتها كانت صغيرة وضائعة في الجبل إلا أنها أصبحت معروفة في كل أنحاء المملكة بفضل جمال قطرة الندى .
حكى السلطان لوزيره ما جرى مع إمرته فقال له عليك بقطرة الندى لكنها قروية فقيرة قال السلطان هل هي جميلة أجاب الوزير يحكى أنها رائعة الجمال ورقيقة إلى درجة أن عصافير السماء تنزل وتنقر الحب من يديها وأنها عندما تبتسم تجتمع حولها الظباء والمها وعندما تضحك تتوارى الشمس خجلا من حسنها .قال السلطان أحضرها لي حتى ولو دفعت فيها كل مالي لن اغفر لزوجتي اللعېنة ما قالته لي . لقد أصبحت دميما وأنا أدافع عن المملكة ضد الأعداء لقد أصيبت يومها عيني ووجهي لكن لم يجرأ على معايرتي إلا النساء تبا لهن !! ماذا يفهمن من الإقدام والشجاعة
وجدت الأميرة الشابة أن السلطان متجبر وأناني ولا يحب إلا نفسه وأنها لا تعدو أن تكون سوى صورة جميلة تخفي ظلمه وسوء معاملته للناسفعندما يأتي الخاصة والأعيان للقصر كان يجلسها بجواره وتظهر لهم المودة واللطف فينسون ما يكون من غلظة زوجها ويغفرون له خطاياه من أجل عيونها . لكن بطول المدة أحبتها الرعية والأشراف ولكن ليس لجمال وجهها بل جمال أفعالها إذ كانت تخرج إلى المدينة وتتصدق على المحتاجين وتعطي الدواء للفقراء من للمرضى وإذا إشتكى أحدهم من الظلم كانت تنصفه وفوق ذلك كانت متواضعة و تتصرف بفطرتها البدوية ورغم كثرة ما لديها من مال وجواهر وضياع لم تتغير كانت دوما كما هي وستبقى كذلك .
قال السلطان لقد أخلصت لي النصيحة فقديما قيل إذا لوح أحدهم بعظم لكلبك تركك واتبع صاحب العظم أعرف كيف أصلح هذا الأمر حان الوقت لترجع الأمور لنصابها .من