السبت 28 ديسمبر 2024

ولد التاجر الذي باع أباه

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

 

يحكى عن تاجر في أسواق المدينة العتيقة إسمه بهاء الدين كان ذلك الرجل بارعا في البيع والشراء وكل ما وقعت في يده بضاعة إلا وربح فيها و عرفه الناس فكانوا يقصدونه لأمانته وكرم أخلاقه. ولقد أعطاه الله من خيره إلى درجة أن تجار السوق ضاقوا ذرعا منه وقالوا فيما بينهم إنه يسد باب الرزق عليهم فدبروا له مکيدة عند شهبندر التجار وإتهموه بالتحيل والسړقة ودفعوا مالا ليشهد عليه بعضهم زورا

. ولما سمع الشهبندر بكثرة ماله أصبح يأتي إليه ويحقق معه في كل كبيرة وصغيرة .فلم يعد التاجر يطيق حسد التجار في السوق ومعاملة كبيرهم له فباع كل ما يملك بنصف ثمنه وأخذ زوجته وابنه وغادروا متوكلين على الله وعبروا القفار والوديان والأنهار يدخلون من مدينة ويخرجون من أخرى حتى إنتهى بهم المطاف إلى بلاد كبيرة وافرة الخيرات أعجبت التاجر فاشترى دارا سكنها صحبة زوجته
مبروكة وابنه محمود ثم فتح دكانا وسط السوق يبيع التوابلوالبقول الجافة من حمص ولوبيا وكان الحظ معه وربح كثيرا من المال فاشترى دكانا ثانيا وثالثا وحقق نجاحا باهرا حتى أصبحت تجارته تسير في قوافل إلى بلاد الزنج وفي السفن حتى الاسكندرية وبقية مدن البحر فازداد ثراؤه و لم يعد يعرف كم يوجد في خزائنه من الذهب والفضة .
لكن الذي ليس من أهل تلك البلاد يظل غريبافهم لا يدخلونه بيوتهم و نادرا ما يزوجونه بناتهم ولهم عادات كثيرة يحافظون عليها أبا عن جد وذلك السبب يتجنبون الغرباء .مضت الأيام وماټت زوجة التاجر فبقي على العهد معها ولم يتزوج ثانية وعاش مع ابنه وبالرغم من ثرائه فإنه لم يجد ه القيمة التي يستحقهافهو من الوجهاء في مدينته وأهله معروفون بالأخلاق والورع لكن الناس في تلك البلاد يعتزون كثيرا بأصلهم وما يعنيهم في الرجل هو نسبه بينهم لذلك كانوا ينظرون إلى بهاء الدين دائما على أساس أنه غريب ولم يشفع له عيشه معهم منذ مدة
طويلة ولا صدقه وأمانته الذان إشتهر بهما في المدينة . 
ظل التاجر يعتني بإبنه محمود حتى كبر

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات